عام يقترب نحو الرحيل الابدي .. ونحن نزحف نحو رحيل العمر ….سنة طيبة لكم 2026م ….🌿
عام يقترب نحو الرحيل الابدي .. ونحن نزحف نحو رحيل العمر ….سنة طيبة لكم 2026م ….🌿

نثر قصيدة ( الطفلة انا)
الطفلة الّتي
لعقتْ أعوامَها القاصرة
لتبحث عن قصيدةٍ مهجورةٍ
تسكن إليها
دون أن تعي أمومةَ الشعرِ
هي نفس الطفلة التي حينما
نمت في لحاء بيت القصيد
دخل عليها الجُرح يغمس
دبيب النمل بين العظام واللحم
وقالت له:
يا ابنة اليم .. أسقني العجاف
من بئر مهتريء
علها تبرئني
لكن كلماتي كانت مريضة
وقلبي كان حجارةً متكسّرةً
وعينيكِ كانتا سردابًا طويلًا
لنورٍ أبديٍ حزينٍ
كلما رٱني لف وجهه
كي لا يجرح نقاؤه عتمتي
وددتُ لو أن أغني من أجلكَ
مطلع أغنية
تستدلُ به على عذابي
وتضع منه نقطة أخيرة
في سطر الرحيل
لكن أحبالي الصوتية
لا تزال تحمل
ٱثار لغتهم الوحشية
وكم أخشى من صوتي القديم
أن يضلّل رقتكَ
وددتُ لو أن
أمشي معكَ الطريق للخلف
وأمشّط لكل ندوبك
شعره الليل الطويل
لكن حتى هذه اللحظة
لا زلت أبحث عن يدي التي
أخذوها في ألعاب الكبار الرخيصة
الطفلُة التي
لعقت أعوامها القليلة
لتبحث عن نخل عجوز هرمة
يصنع كوخ الولة
عليها الٱن أن تستعيد يدها
حرة شريفة
قبل أن تمسح
على قلبك الشّفاف
قبل أن يُرَسّمك البيت،
قبل أن يرسمك
بيتي الوحيد
الذي فهم كنوز القصيدة
الطفلة التي بكت
لعقت أعوامها المندترة
لتبحث عن فجوة في قعر شوق
تهيمُ فيها
عليها أن تكنس الضوء
وتغسل أحبالها
وتختبر يدها
العائدة من الحرب
ألف مرة
قبل أن يمس بها
طفولتك البعيدة
أنا تلكم
الطفلة التي
لعقت أعوامها البريئة
لتبحث عن قدرٍ مثقوب
يسيل منها سعادتي
تحبك وتخبرك في
كل زمان ومكان
أنك للعمر كله “القصيدة”.
الشاعرة سهود العقاد



