السعيد الخطاط.. ابن بورسعيد الذي جمع بين الخط العربي والفن التشكيلي والنحت

بورسعيد –
في مدينة تحمل عبق التاريخ وروح المقاومة، يبرز اسم السعيد الخطاط كأحد أبناء بورسعيد المخلصين الذين جسّدوا عشقهم لمدينتهم من خلال الفن والإبداع. لم يكن السعيد مجرد خطاط بارع، بل فنان متكامل جمع بين أصالة الخط العربي وجماليات الفن التشكيلي وروح النحت، ليصوغ لوحة متكاملة تعكس هوية الوطن.
حبه لبورسعيد لم يكن شعارات، بل أفعال ومشاركات حيّة. فقد حرص السعيد على التواجد الدائم في المناسبات الوطنية والفعاليات الشعبية، وكان أبرزها مشاركته في أعياد الربيع التي تُعد من أهم المناسبات التي يترقبها أبناء المدينة كل عام. في هذه الاحتفالات، قدّم إبداعات فنية جسدت روح البهجة والانتماء، لتصبح جزءًا من ذاكرة الأهالي والزائرين.
 
السعيد يرى أن الخط العربي ليس مجرد حروف تُكتب، بل هو فن حيّ نابض بالحياة، يحمل بين ثناياه رسالة حضارية وإنسانية. ومن هنا جاءت أعماله لتجمع بين دقة الحرف العربي ورمزية الأشكال التشكيلية التي تتداخل معه، لتكوّن مدارس فنية جديدة تعكس شخصيته المبدعة.
كما اهتم السعيد بالفن التشكيلي والنحت، فكانت أعماله تجسيدًا لقضايا الإنسان والمجتمع، ومرايا لروح بورسعيد المقاومة والصامدة. ولعل سر تميزه أنه لم يفصل بين الفنون، بل جعلها كلها تتكامل في إطار واحد، ليثبت أن الإبداع الحقيقي لا يعرف حدودًا.
اليوم، يُنظر إلى السعيد الخطاط كرمز من رموز بورسعيد الثقافية والفنية، وصوت مخلص عبّر عن حب مدينته وأهله بصدق وريشة وإزميل. وما زال عطاؤه شاهدًا على أن الفن ليس ترفًا، بل وسيلة للتعبير عن الهوية، والانتماء، والخلود.

				
