طارق وحيد أبو حصوة.. “روائي الهوية” المصري يعيد تعريف الإنسان بين الواقع والحلم

القاهرة – 2025
يُعد الروائي طارق وحيد أبو حصوة أحد أبرز الأصوات الأدبية الشابة في مصر، الذين استطاعوا أن يصنعوا لأنفسهم مكانة مميزة في المشهد الثقافي المعاصر بفضل قدرته على المزج بين العمق الفلسفي والدراما الإنسانية في أعماله الروائية. ويُعرف بلقب “روائي الهوية” لما يقدمه من رحلة مستمرة نحو فهم الذات وبحث الإنسان عن هويته وسط متغيرات الحياة المعاصرة.
وُلد طارق وحيد في 23 يناير 1990 بحي عين شمس بمحافظة القاهرة، وتخرّج في كلية التربية بجامعة عين شمس. منذ بداياته الأدبية، أظهر ميولًا واضحة نحو الغوص في النفس البشرية وتحليل مشاعرها وصراعاتها الداخلية، وجعل من الكتابة وسيلة لاكتشاف الذات والوجود والهوية الإنسانية في آنٍ واحد.
أصدر طارق روايتين لاقتا صدى واسعًا في الأوساط الأدبية، هما “ليلاكس” و “سيف ملوك”، حيث قدّم في الأولى رحلة شاعرية عميقة داخل النفس الإنسانية، تتقاطع فيها الذاكرة مع الحب، والحلم مع البحث عن المعنى، والهوية مع الانتماء، بينما جاءت الثانية أكثر صلابة وغموضًا، لتغوص في مفاهيم القوة والعدالة والقدر، في عالمٍ تتداخل فيه الرموز بالواقع والمجاز بالحقيقة.
من خلال أعماله، يظهر طارق وحيد ككاتبٍ يسعى إلى إعادة تعريف الإنسان في مواجهة ذاته ومصيره، مؤمنًا بأن الصراع الحقيقي ليس خارجيًا بقدر ما هو صراع داخلي بين النور والظلام الكامنين في النفس، وبين الانتماء للذات والهروب من الضياع.
يمتاز أسلوبه الأدبي بلغته المكثفة وصوره البصرية القوية، وقدرته على رسم الشخصيات بتفاصيلها النفسية الدقيقة، ما يجعل القارئ شريكًا في التجربة الفكرية والعاطفية التي يقدمها. كما تتسم كتاباته بنزعة رمزية وجودية وتأملية تمنحها بعدًا فلسفيًا وروحيًا، وتكشف عن موهبة فريدة تنضج مع كل عمل جديد.
بهذا الحس الإنساني والعمق الفني، يواصل طارق وحيد أبو حصوة رحلته الأدبية كـ “روائي الهوية”، واضعًا بصمته الخاصة في الأدب المصري الحديث، كصوتٍ يُعيد للكتابة سحرها الفلسفي وجمالها الإنساني، ويعكس رحلة الإنسان في البحث عن هويته وسط متغيرات الحياة.