اقتصادحول العالم

في رؤية استثمارية شاملة.. الدكتور أحمد عادل يرسم خريطة الفرص في جورجيا بين تبليسي العاصمة وباتومي لؤلؤة البحر الأسود

في رؤية استثمارية شاملة.. الدكتور أحمد عادل يرسم خريطة الفرص في جورجيا بين تبليسي العاصمة وباتومي لؤلؤة البحر الأسود

في عالم الاستثمار الدولي الذي يتسم بالتعقيد والتنافسية، تبرز قيمة الخبرة العملية والرؤية الثاقبة كبوصلة توجه المستثمرين نحو قرارات مدروسة. وفي هذا السياق، قدم رجل الأعمال البارز الدكتور أحمد عادل في جورجيا، في تصريحات إعلامية حديثة، تحليلاً شاملاً لأبرز مقومات السوق الجورجي، مقدماً رؤيته كأحد رواد الاستثمار العربي في البلاد، ومسلطاً الضوء بشكل خاص على مدينتي تبليسي وباتومي كجوهرتين متكاملتين في تاج الفرص الاستثمارية والسياحية.

لم تكن تصريحاته مجرد استعراض عام، بل كانت بمثابة خريطة طريق مفصلة، تشرح المزايا التنافسية لكل مدينة، وتكشف عن الأسباب التي تجعل جورجيا اليوم واحدة من أكثر الوجهات جاذبية لرأس المال العربي الباحث عن نمو مستدام وعوائد مجدية.

تبليسي: المحرك الاقتصادي وبوابة الأعمال الاستراتيجية

وصف الدكتور أحمد عادل العاصمة تبليسي بأنها “بيئة جاذبة للأعمال”، وهو وصف دقيق يعكس التحولات العميقة التي شهدتها المدينة خلال العقد الأخير. وأرجع هذا التميز إلى ثلاثة عوامل رئيسية متكاملة:

  1. التسهيلات الحكومية والاستقرار الاقتصادي: أكد الدكتور عادل أن الحكومة الجورجية نجحت في خلق مناخ استثماري من الطراز العالمي، يتميز ببساطة الإجراءات، وانخفاض معدلات الضرائب، وسهولة تسجيل الشركات وتملك العقارات، وهي عوامل حاسمة في جذب المستثمر الأجنبي. وأضاف أن الاستقرار الاقتصادي الذي تتمتع به البلاد، مدعوماً بسياسات نقدية ومالية حكيمة، يوفر شبكة أمان ضرورية للاستثمارات طويلة الأجل، ويقلل من المخاطر المرتبطة بتقلبات الأسواق.
  2. تنوع الفرص القطاعية: أشار إلى أن قوة تبليسي لا تكمن في قطاع واحد، بل في تنوع اقتصادها. ففي قطاع العقارات، هناك طلب متزايد على الوحدات السكنية الحديثة والمساحات التجارية والمكتبية، مدفوعاً بالنمو السكاني وتوافد الشركات الأجنبية. وفي قطاع التقنية، تتحول تبليسي بسرعة إلى مركز إقليمي للشركات الناشئة والمواهب الرقمية، مما يخلق فرصاً في مجالات التكنولوجيا المالية والبرمجيات. أما في قطاع الخدمات اللوجستية، فإن موقع جورجيا الفريد كجسر بري يربط بين آسيا وأوروبا يمنحها ميزة تنافسية استثنائية، مما يجعل الاستثمار في المستودعات وخدمات الشحن والنقل خياراً استراتيجياً بامتياز.
  3. الميزة التنافسية للمستثمر العربي: شدد الدكتور عادل على أن جورجيا تقدم للمستثمر العربي مزايا خاصة، فهي بلد يجمع بين الأمان والاستقرار الأوروبي والقرب الجغرافي والثقافي من العالم العربي، مما يسهل من عملية الاندماج وفهم ديناميكيات السوق.

باتومي: لؤلؤة البحر الأسود ومستقبل السياحة الفاخرة

إذا كانت تبليسي تمثل العقل التجاري لجورجيا، فإن باتومي، بحسب وصف الدكتور أحمد عادل، هي قلبها النابض بالحياة و”لؤلؤة البحر الأسود”. وقد أشاد برؤية الحكومة الجورجية في تحويل هذه المدينة الساحلية إلى وجهة سياحية عالمية المستوى، تجمع بين جمال الطبيعة الخلابة وروعة العمارة الحديثة.

وأضاف أن باتومي تشهد طفرة استثمارية هائلة، خصوصاً في القطاعين السياحي والعقاري. فالفنادق العالمية الفاخرة، والمنتجعات المتكاملة، والكازينوهات، والمباني السكنية ذات الإطلالات البحرية المباشرة، كلها شواهد على النمو السريع الذي لا يظهر أي علامات على التباطؤ. ويرى الدكتور أحمد عادل في جورجيا أن الاستثمار في باتومي هو استثمار في المستقبل، فهي وجهة مثالية للراغبين في مشاريع طويلة الأمد ذات عوائد مرتفعة، سواء عبر تملك وتأجير الشقق الفندقية التي يزداد الطلب عليها سنوياً، أو عبر تطوير مشاريع سياحية وترفيهية جديدة تلبي أذواق العدد المتزايد من السياح الدوليين والعرب.

رؤية متكاملة: استراتيجية التوازن بين النمو والاستقرار

إن تقديم الدكتور أحمد عادل للمدينتين معاً يكشف عن رؤية استثمارية متكاملة ومتوازنة. فهو يقترح على المستثمر العربي بناء محفظة استثمارية متنوعة في جورجيا، تستفيد من الاستقرار والنمو المتنوع في تبليسي، وفي نفس الوقت تستغل الطفرة السياحية والعقارية ذات النمو المرتفع في باتومي. وبهذا، يمكن للمستثمر تحقيق التوازن بين المشاريع الآمنة والمشاريع الطموحة، مما يضمن استدامة وربحية استثماراته على المدى الطويل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى