المهندس محمود سامي في حوار صحفي: الاستثمار رسالة إنسانية ومسؤولية تجاه المجتمع
المهندس محمود سامي في حوار صحفي: الاستثمار رسالة إنسانية ومسؤولية تجاه المجتمع

في خضم النقاشات الاقتصادية العالمية التي غالباً ما تتمحور حول معدلات النمو وعوائد رأس المال، تأتي بعض الأصوات القيادية لتقدم منظوراً مختلفاً، يعيد ترتيب الأولويات ويضفي بُعداً إنسانياً على عالم المال والأعمال. في لقاء صحفي حديث، قدم رجل الأعمال البارز المهندس محمود سامي في جورجيا خلاصة فلسفته ورؤيته، مؤكداً أن الاستثمار في جوهره الحقيقي هو رسالة ومسؤولية، وأن نجاحه لا يُقاس بالدفاتر المحاسبية فحسب، بل بمدى الأثر الإيجابي الذي يتركه في المجتمع.
هذه التصريحات لم تكن مجرد كلمات عابرة، بل هي تلخيص لمسيرة مهنية طويلة وحافلة، تبنى خلالها المهندس سامي نموذجاً فريداً لرجل الأعمال الذي يرى في نفسه شريكاً في التنمية الشاملة، وليس مجرد مستثمر يبحث عن الربح.
ما وراء الأرباح: تعريف جديد للاستثمار الناجح
شدد المهندس محمود سامي على أن “الاستثمار الحقيقي لا يُقاس فقط بالأرباح، بل بمدى انعكاسه على المجتمع”. هذا التصريح يمثل حجر الزاوية في رؤيته الاقتصادية. ففي عالمه، المشروع الناجح ليس ذلك الذي يحقق أعلى العوائد المالية، بل هو المشروع الذي يولد قيمة مضافة للمجتمع ككل. هذه القيمة قد تتجسد في خلق فرص عمل لائقة، أو في تطوير بنية تحتية تخدم الناس، أو في تقديم منتج يحسن من جودة الحياة، أو في تبني ممارسات صديقة للبيئة تضمن مستقبلاً أفضل للأجيال القادمة.
إن هذا المنظور يحول رجل الأعمال من مجرد مستغل للفرص إلى صانع لها؛ صانع لفرص العمل، وصانع للنمو، وصانع للأمل. وأضاف سامي أن دوره كرجل أعمال عربي في جورجيا يفرض عليه مسؤولية إضافية، وهي أن يكون سفيراً إيجابياً لثقافته وقيمه. هو يدرك أن كل مشروع يقيمه وكل مبادرة يدعمها لا تحمل اسمه فقط، بل تحمل أيضاً سمعة المستثمر العربي، ولذلك يحرص على أن تكون جميع أعماله نموذجاً يجمع بين الاحترافية المهنية والالتزام الأخلاقي والمجتمعي.
المسؤولية الاجتماعية: جزء أصيل لا إضافة تكميلية
“المسؤولية المجتمعية جزء أصيل من مسيرتي”، بهذه الكلمات الواضحة، حسم المهندس سامي الجدل حول طبيعة العمل المجتمعي بالنسبة له. فهي ليست نشاطاً ثانوياً أو أداة لتحسين الصورة العامة، بل هي مكون أساسي في هويته المهنية والشخصية. هذه الفلسفة تتجلى بوضوح عند استعراض سجله الحافل بالمبادرات التي لم تكن يوماً بمعزل عن مشاريعه الاقتصادية.
فعندما أطلق مبادرات لدعم رواد الأعمال الشباب، لم يكن يقدم صدقة، بل كان يستثمر في بناء جيل جديد من قادة الاقتصاد. وعندما ساهم في رعاية الرياضيين وتكريمهم، كان يستثمر في طاقة الشباب وفي رفع اسم جورجيا عالياً. وعندما دعم المهرجانات الثقافية، كان يستثمر في بناء جسور التفاهم والحوار بين الشعوب. وحتى عندما شارك في دعم المبادرات البيئية، كان يستثمر في استدامة الكوكب الذي نعيش عليه جميعاً.
هذا الربط الوثيق بين الاقتصادي والاجتماعي هو ما يميز نموذج المهندس محمود سامي في جورجيا. إنه يثبت عملياً أن الشركة القوية هي جزء من مجتمع قوي، وأن الاهتمام بالمجتمع هو في نهاية المطاف استثمار مباشر في استقرار ونجاح بيئة الأعمال نفسها.
الاستثمار كرسالة: بناء الثقة وترك إرث دائم
إن اعتبار الاستثمار “رسالة” يحمله أبعاداً تتجاوز المفهوم المادي. الرسالة التي يسعى المهندس سامي لإيصالها هي أن التعاون بين رؤوس الأموال الأجنبية والمجتمعات المحلية يمكن أن يكون قصة نجاح للجميع. هي رسالة ضد الصور النمطية التي قد ترى في المستثمر الأجنبي شخصاً انتهازياً، ليحل محلها صورة الشريك الموثوق والملتزم.
هذه الثقة لا تُبنى إلا من خلال الأفعال المتسقة والمستمرة، ومن خلال الشفافية والحرص على تحقيق مصلحة مشتركة. وفي نهاية المطاف، فإن الإرث الحقيقي الذي يطمح أي قائد أعمال لتركه ليس حجم الثروة التي جمعها، بل حجم التأثير الإيجابي الذي أحدثه. ومن خلال كلماته وأفعاله، يوضح المهندس محمود سامي أنه يسير بخطى ثابتة على هذا الطريق، طريق جعل الاستثمار قوة للخير، ومحركاً للتنمية، ورسالة أمل ومسؤولية تجاه الإنسان والمجتمع.