
تقدّم الساحة الأدبية اسمًا شابًا يخط لنفسه مكانًا بين الكُتّاب الجدد، هو مينا عابد. يكتب القصص بروح مختلفة، تجمع بين البساطة والعمق، وبين الواقع والخيال، ليمنح القارئ تجربة فريدة تستحق القراءة والمتابعة
القصة :
تحكي امرأة تقول :_كانت عندي عائلة ابي وامي وكنا نسكن في منزل كبير وكان ابي لديه محل كبير يبيع فيه كل شي (سوبيرات) وانا كنت ابنتهما الوحيدة وكان ابي يحبني كثيرا و كنت دائما أسأل امي لماذا لم تنجب لي اخت أو اخى العب معه كانت تقول لي انها تحبني وانا عندها اغلى من اي شي كنت ادرس بجد حتى أصبح طبيبة لأن ابي كان يريد ذالك حتى عندما يمرض انا اكون من أداويه كان أبي يشتري لي كل ما أشتهي وفي كل مرة اكون متفوقة فيها في المدرسة يقدم لي هدية كانت كل الناس يحسدوننا على حياتنا و
سعادتنا ببعضنا عندما وصلت لمرحلة ثانوي مرض ابي بمرض السكر وأصبح يأخذ حقن وكان يتعب في عمله ولهذا ترك المحل لأولاد عمي يديرونه وأصبح يجلس في المنزل كثيرا وانا كنت سعيدة لاني أصبحت ارى ابي دائما واجلس معاه مدة طويلة نحكي فيها ونضحك كانت اجمل ايام قضيتها مع والدي وامي ولما وصلت الي السنة الثالثة ثانوي وكان لا بد عليا أن ادرس حتى أخذ الشهادة بمعدل كبير وادخل كلية الطب كما وعدت ابي لكن ابي توفي بسكته قلبيه
وكانت الصدمة كبيره لم استطع تحملها وتوقفت على الدراسة مدة لأني مريضة وامي كانت كل يوم تبكي وانا كنت لا اعرف ماذا افعل اواسيها او اصبر نفسي بعد مدة جاء عمي يحمل معه المال لأمي وقال لها انها ارباح المحل و اقترح عليها أن تبيع له نصيبها في المحل وامي وافقت وأخذت المال
وكانت تقول لي ارجعي وأكمل الدراسة و تحصلي على شهادة تنفعك في مستقبلك و بقينا انا وامي نصرف من هذا المال حتى أوشك على الانتهاء بعدها
جاء عمي من جديد ودق الباب وانا كنت اظن أنه جاء يسأل علينا حتى قال لأمي أنه سوف يبيع السكن الذي نحن نسكن فيه قالت له امي أين نذهب قال لها اذهبي استأجري بيت تدخلت انا و قلت له انا ايضا املك حق في هذا البيت وامي كانت تحاول تجعلني أصمت لكن انا كنت غاضبة حتى قال لي من انت حتى يكون لك حق نظرت لامي وقلت لها ماذا يقول عمي قال لي انا ليس عمك وانت لم تكون ابدا بنت اخي وخرج وقال لامي قول لها الحقيقية وفكري في الموضوع قالت لي امي انت ابنتنا واحنا الذين قمنا على رعايتك و تربيتك منذ الصغر حتى كبرتي قلت لها انا لقيطة قالت لي لا انت بنت جارتي و جارتي كانت يتيمة وتزوجت رجل دون عقد مدني لأنها كانت صغيرة و تركها وذهب وهي ولدتك وماتت و هي توصيني عليك وانا زوجي كان لا ينجب وكنت أنت رزق أعطاه الله لنا سبحانه وتعالى والباقي انت تعرفينه بكيت كثيرا وبعد مدة جاء عمي واخذنا لشقة صغيرة في عمارة ودعنا منزلنا و سكنا في هذه الشقة المال الذي كانت تملكه امي انتهى واصبحنا نصرف من النقود التي أعطاها عمي لامي نصيبها في البيت وكانت أمي تعرف أن النقود لا تكفي اكل وشرب وايجار منزل وكهرباء ومصاريف الدراسة خرجت تعمل حتى مرضت بقلبها وانا لم اكن اعرف اهتم بدراستي مع كل هذا الذي يحدث لنا ومع مرض امي توقفت على الدراسة وأصبحت اعتني بها
والنقود التي معنا أشرفت على الانتهاء وجاء موعد دفع الإيجار وانا لم يكن معي . تكلمت مع صاحب الشقة وقلت له ينتظرنا قليل حتى ندبر المبلغ لكن فجاءني بكلامه وقال لي
إذا أردت أن تسكني فيه دون أن تدفعي الايجار تقبلي ان تتزوجي بي دون عقد مدني
انا فكرت في الموضع ولم يكن هناك حل الا هذا ولأن امي كانت مريضة و يلزمها علاج وأدوية و لازم رجل يقف معنا
تزوجته لم يكن مقصر معنا في شي لكنه كان يغيب فترة طويلة لا ادري إن كان متزوج لاني لم أسأله كنت افكر كيف اخرج من كل هذه المشاكل
و في فترة شعرت فيها بتعب وكشفت وجدت نفسي حامل وكنت أظن أنه سوف يفرح أخبرته لكن كانت ردت فعله أنه ضربني وقال لى من قال لكي اني اريد اطفال وبقى يضرب
حتى انزلت الولد
وامي وهي تشاهد هذا لم تتحمل زاد عليها المرض وبعد أيام توفيت وبقيت وحدي
وهو تغيرت معاملته معي وأصبح يعاملني بقسوة ويأتي با أصحابه الي البيت
ويشرب الخمر ويلعب القمار وانا كنت اقفل على نفسي باب الغرفة
وفي يوم قررت أن أهرب وهربت وتركت كل شي حتى بطاقة التعريف نسيتها
ومشيت في الشوارع لا ادري أين أذهب حتى وجدت عجوز تجلس قرب جامع تضع صحن أمامها والناس يضعون لها في الصحن نقود ثم أخرجت بعض الخبز و اعطتني قطعة وقالت لي تفضلي وإذا اتيت معي سوف تكون مثل ابنتي تغسلي لي ملابسي وتنظفين البيت و تطبخين وانا لن ابخل عليك بشئ ابدا ذهبت معها
كانت تسكن في كوخ بعيد عن القرية وكنت أنا أجلس في هذا الكوخ وهي تذهب تتسول وتأتي في اخر النهار معها بعض الطعام والأشياء و نجلس معنا نأكل و ننام
حتى في مرة جاءني خبر وفاتها وقام أهل القرية بدفنها
وبقيت انا اعيش وحدي في هذا الكوخ البس ملابس هذه العجوز واذهب الى الأماكن التي كانت تذهب إليها و تتسول وارجع اخر النهار بقليل من النقود والطعام وانا أحمل عصى اضرب بها كل واحد يقترب مني حتى ظن أهل القرية اني مجنونة واصبحوا يخافون مني
ولكن عندما اجلس مع نفسي اتذكر كيف كنت أعيش واقول لو أن ابي بقي على قيد الحياة لكنت اليوم طبيبة وانا في وسط عائلتي ومعي اولادي لكن المجتمع لا يرحم