مدرسة القرآن الكريم بعزبة سعد عبدالوهاب: نور يتجدد كل يوم

مدرسة القرآن الكريم بعزبة سعد عبدالوهاب: نور يتجدد كل يوم
في زمن تتزاحم فيه المؤثرات، وتغيب فيه القدوات، تظلّ مدرسة القرآن الكريم بعزبة سعد عبدالوهاب منارة تربوية شامخة، تمدّ الأجيال بالهدى، وتغرس في النفوس حبّ القرآن وسموّ الأخلاق.
● التأسيس والبداية
تأسست المدرسة في بدايات عام 2005م، بمبادرة من أبناء العزبة المحبين للقرآن، وتحت رعاية مسجد آل سعد عبدالوهاب والجمعية الشرعية، لتصبح بعد سنوات قليلة من أبرز المدارس القرآنية في المنطقة.
جاءت نشأتها استجابة لحاجة مجتمعية حقيقية إلى تعليم القرآن الكريم بشكل منهجي، فصارت مقصدًا للأطفال والشباب والرجال والنساء على حد سواء، ببرامج تعليمية تراعي اختلاف المستويات، وتُدار بروح تربوية خالصة.
● تعليم متكامل لجميع الأعمار
تستقبل المدرسة طلابها من مختلف الأعمار، وتقدم لهم برامج تحفظ القرآن الكريم كاملًا أو أجزاء منه حسب القدرة والمستوى، إلى جانب تدريس أحكام التلاوة، والتجويد، والتفسير، والفقه، والعقيدة، والسيرة النبوية، وغيرها من علوم الدين، في بيئة يسودها الأدب والاحترام، وتحت إشراف مشايخ متخصصين.
ويتم تقسيم الدارسين إلى مستويات وفقًا لخبراتهم، مع اختبارات دورية وسنوية تُقيم الحفظ والأداء، وتضمن تطوّر كل دارس وفق خطة واضحة ومنضبطة.
● خريجون مؤثرون ومُجازون
شهدت المدرسة تخريج العديد من المعلمّين والحفّاظ الذين واصلوا رحلتهم حتى نال بعضهم الإجازات القرآنية، وبدأوا في خدمة القرآن تعليمًا وتوجيهًا داخل العزبة وخارجها، مما يؤكد أثر المدرسة المستدام في صناعة جيل قرآني واعٍ وفاعل.
● الفعاليات والأنشطة
لا تقتصر أنشطة المدرسة على التعليم فقط، بل تمتد إلى تنظيم فعاليات موسمية متميزة، منها:
الدورات الصيفية المكثفة في الحفظ والمراجعة.
الاحتفالات الدينية وختم المصحف.
حفل سنوي لتكريم الحفّاظ والمتفوّقين.
لكن تظل أبرز الفعاليات هي مسابقة “اقرأ وارتقِ” السنوية، التي تنظمها المدرسة بالتعاون مع المسجد والجمعية الشرعية، بمشاركة مئات الطلاب من داخل وخارج العزبة، في مشهد مهيب يعكس حبّ القرآن وتقدير أهله.
● بيئة راقية ومناهج منضبطة
يتميّز العمل داخل المدرسة بالانتظام والاهتمام بالجانب السلوكي للطالب، حيث يُربط الحفظ بالتطبيق، ويُعزز الانتماء للدين والأسرة والمجتمع، في جوّ يملؤه الحب والاحترام والسكينة، ويؤمن بأن العلم لا يثمر إلا إذا سُقي بماء الأدب.
● في الختام
مدرسة القرآن الكريم بعزبة سعد عبدالوهاب ليست مجرد مركز لتحفيظ كتاب الله، بل هي مؤسسة تربوية دعوية متكاملة، تسعى لصناعة أجيال قرآنية تحفظ، وتفهم، وتعيش القرآن خلقًا وسلوكًا.
وما كان لله دام واتصل… فنسأل الله أن يجعلها من أسباب النور والخير لهذه الأمة، ولأهل هذه العزبة الطيبة المباركة.