“محمد رفيق: مفيش طريق سهل… لكن فيه طريق بيتبني على كل محاولة”

لم تكن بدايتي في الدراسة الجامعية سهلة كما كنت أتصورها. كنت أدخل المحاضرات وأنا أشعر بأنني في عالم مختلف، ليس فقط بسبب محتوى المواد الجديدة، بل لأن اللغة التي تُدرّس بها تختلف تمامًا عن اللغة التي اعتدت التعلم بها طوال سنوات دراستي السابقة. وجدت نفسي أمام كمّ هائل من المصطلحات الطبية والمفاهيم المعقدة بلغة لم أكن أتقنها بالقدر الكافي، وهو ما جعلني أشعر بالعجز أحيانًا، وفقدان الثقة في قدرتي على الاستمرار.
كل شيء كان يبدو غريبًا وبعيدًا عن متناولي: المحاضرات سريعة، والمصطلحات دقيقة، والنقاشات تدور بلغة أحتاج وقتًا مضاعفًا لأفهمها، ثم أستوعب معناها العلمي. لم تكن المشكلة في الطب كمجال، بل في الجسر اللغوي الذي كان يفصلني عن فهم هذا المجال.
لكن في لحظة فارقة، أدركت أن الحل ليس في الشكوى أو التردد، بل في أن أبدأ بخطوة واحدة تجاه التطوير. التحقت بكورسات مكثفة لتقوية لغتي الإنجليزية، وحرصت على ممارسة اللغة بانتظام، سواء في القراءة أو الاستماع أو التحدث، حتى أتمكن من كسر الحاجز الذي كان يفصلني عن فهم ما أدرسه.
ولم أكتفِ بذلك، بل أصبحت أخصص وقتًا للبحث الفردي. كلما واجهت جزءًا لم أفهمه أو اصطدمت بمعلومة غامضة، كنت أبدأ في البحث عنها بنفسي، من أكثر من مصدر، حتى أتمكن من فهمها بشكل جيد وواضح. هذه العادة اليومية في البحث والتحري ساعدتني على بناء قاعدة معرفية قوية، وزادت من قدرتي على الفهم والاستيعاب بشكل أعمق من مجرد الاعتماد على ما يُقال في المحاضرات.
بمرور الوقت، بدأت ألاحظ تحولًا حقيقيًا. صرت أكثر تفاعلًا في المحاضرات، وأصبحت أستوعب المفاهيم بشكل أسرع، بل وأحيانًا أساعد زملائي في تبسيط بعض المواضيع. لم تكن الرحلة سهلة، لكنها كانت مليئة بالتحدي والنمو. تعلمت أن الصبر والتطوير الذاتي يمكن أن يحوّلا العقبات إلى خطوات تصعد بي نحو النجاح، وأن اللغة، مهما بدت صعبة في البداية، يمكن أن تتحول إلى أداة قوة حين نمتلكها ونتقنها.